نـــداء إلــى الأمـــــة قصيدة جميلة لسفيان الاصبحي

يا أمتي رصي الصفوف وأعلني
يكفي شتاتاً للقلوب وفرقةً
فيئي إلى الدين الحنيف لِتُنصَري
وتمسكي بكتاب ربك وانهجي
من ربنا نحو الصراط لتقتدي
سيري إلى القدس الشريف وطهري
كي يعلم الباغون أن جهودهم
يا أمة الإسلام ثوري واثأري
لا تستكيني للعدو إذا بغى
من يبتغي سلماً فلبِّي سؤله
غيث الجهاد سقى رباك فأخصبت
واليوم ساد الوهن في أوساطها
جيل يرى أن الجهاد تأخر
ويرى الفضيلة في مدامة عابث
يا أمتي لا تيأسي من عودتي
والقدس في قلبي فدتها مهجتي
يا أمتي سيري على نهج الألى
فالمنهل العذب النقي ميسر
وموفر سهل لمن يرتاده
يا أمتي هل في صفوفك قائد
ويخلص القدس الأسير بقوة
هو قادم يا أمتي هو قادم
قد أخبر المختار عن إتيانه
يأتي فيملأ أرضنا من عدله
فيسير من نصر إلى نصر إلى
من عصبة لله باعت نفسها
من نسل أحمد قائداً وموجهاً
فدع الغوي يهيم في سردابه
متنكباً درب الهداية يبتغي
هم ينظرون قدوم دجال لهم
سموه مهدياً بدون هداية
ولقد أتى أن ابن مريم قاتل
ميعاده في باب لدٍ فارتقب
وجنوده من آل صهيون كذا
يا أمتي إنا رأينا شعبنا
بجهاده قامت علينا حجة
لعدونا من أجل عيش خانع
يا أمتي هيا لننصر شعبنا
لنعيد للأقصى السليب مكانةً
يا أمتي حيي رجالك إنهم
أبطال غزة شرفوا هاماتنا
حور الجنان تشوفت لجهادهم
إن التجارة في جهاد عدونا
وختامه مسك يفوح عبيره
ليضمخ البيت الشريف ومن به
أزكى الصلاة من الإله عليهم
وبقية الصحب الكرام وآله

بدءً الجهاد على العدو الغاصب
يكفي مجافاة لمنهاج النبي
فالنصر لله القوي الغالب
نهج النبي وللهداية فاطلبي
بالسالكين وللمهيمن فارغبي
أرجاءه من رجس كل مشاغب
في قدسنا باتت كأمس الذاهب
وقفي بحزم للحقود وحاربي
أو تفزعي من كاهن أو راهب
ومن ابتغى نصب العداء فناصبي
بالأمس بالنصر المبين الطيب
والضعف أسعفها بجيل مجدب
ويرى التقدم في تسكع لاعب
أو في منادمة الفتاة الكاعب
فالله ربي والعقيدة مذهبي
وخلاصها من غاصبيها مأربي
وتتبعي تلك الموارد واشربي
ومذلل سلس القياد لطالب
من يبتغيه فليس عنه بعازب
ليدلنا نحو الطريق اللاحب
لا بالتآمر والحديث الكاذب
ومعين ديني لن يكون بناضب
بعلامةٍ صحت بقول صائب
ويزيل جوراً عمنا بمصائب
فتح لروما ناله بكتائب
لتناصر المهدي ذاك اليعربي
ومجاهداً في شرقنا والمغربِ
ليظل يبحث عن سراب الغائب
قصد السبيل ولا سبيل لناكب
يفني بزعمهم سلالة يعرب
أين الهداية من حقود ثالب
المدعي زوراً صفات الواهب
يوم القضاء على الدعي الكاذب
أهل النفاق وكل وغد خائب
في أرض أقصانا وفى بالواجب
أنحت بإذلال ولين الجانب
وتنافس في لذة وتكالب
ونسير في حَرَدٍ كليث غاضب
ونصيب ثأراً من عدو غاصب
جعلوا الأعادي في عذاب واصب
بصمودهم فازوا بذكرٍ طيب
وتزينت شوقاً فهل من خاطب
والربح جنَّات النعيم لراغب
وشذاه يعبق في جوانب يثرب
من سيد هادٍ وصهر صاحب
تعداد ما غفر الإله لتائب
عرفوا بتدبير ورأيٍ ثاقب